سورة النساء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


تزكية النفس: مدحها. الفتيل: ما يكون على نواة التمر مثل الخيط.
ألا تعجب يا محمد من هؤلاء الذين يُثنون على أنفسهم ويقولون: نحن أبناء الله وأحبّاؤه ولا يدخل الجنة إلا من كان يهودياً! هذا ويضيف اليهود: إن ذنوبنا التي نعملها بالنهار تكفَّر عنَّا بالليل، وما أَشبه ذلك من الافتراء على الله. والحق ان الله وحده هو الذي يعلم الخبيث من الطيّب، فيزكْي من يشاء من عباده، لا اليهود ولا النصارى.
ثم يؤكد سبحانه التعجيب من حالهم وأقوالهم فيقول: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ} انظر إلى زعمهم أن الله تعالى يعاملهم معالمةً خاصة بهم، لا كما يعامل سائر عباده.. ان الكذب على الله إنما يكشف عن خُبث طويتهم لا أكثر.


الجبت: السِحر، والساحر، والشر، وكل ما عُبد من دون الله. الطاغوت: كل باطل من معبود وغيره، والشيطان، والكاهن. النقير: النكتة التي في ظهر النواة.
روي في سبب نزول هذه الآيات عدة روايات تدور كلها على كعب بن الأشرف وحيُيّ بن أخطب، وهما من زعماء وأحبار اليهود المناوئين للنبيّ والاسلام. وخلاصة روايات الطبري ان كعباً وحييَّ بن اخطب ذهبا في جماعة من الأحبار إلى مكة ليحالفوا قريشاً على حرب النبي، فأجابتهم قريش: انتم أهل الكتاب وأنتم أقربُ إلى محمد. ونحن لا نأمن مكركم حتى تسجدوا لآلهتنا. ففعلوا، ثم سألتهم: أدينُ محمد خير أم ديننا؟ فقال اليهود: بل دينكم، وأنتم أهدى منه وممن تبعه. فأنزل الله تعالى هذه الآيات. ومعناها:
ألم تر يا محمد إلى اليهود الذين أوتوا حظاً من عِلم الكتاب يعظّمون غير الله بالعبادة فيسجدون للجبت والطاغوت، ثم يقولون للكفار إنهم أرشدُ طريقةً في الدين منت الذين اتبعوا محمداً. كل ذلك يُرضوا المشركين ويحالفوهم ليحاربوا الاسلام. {أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله} وطردهم من رحمته، ومن يخذله الله فلن ينصره أحدٌ ولا يحيمه أحد من غضَبه.
ثم ينتقل سبحانه من توبيخهم على فِعلتهم المنكرة تلك إلى توبيخهم على حسَدهم وبُخلهم وأثَرتهم، فيقول: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الملك.....} فيما عجباً، إنهم لا يطيقون ان ينعم الله على عبد من عباده بشيء من عنده إذا لم يكن يهودياً! فهل هم شركاؤه سبحانه، حتى يكون لهم نصيب في ملكه! لو كان لهم ذلك لضنّوا وبخلوا ان يعطوا الناس نقيرا، وهو أتفهُ الأشياء وأقلها.


صد عن الشيء: أعرض عنه.
إنهم من جرّاء حسدهم للغير واغترارهم بأنفسهم يريدون أن يَضيقَ فضل الله بعبادهخ، لذلك يستكثرون على العرب ان يبعث الله منه رسولا، مع انه آتى ابراهيم وآله الكتابَ والنبوَة والملُلك، وهو أبوكم وأبو العرب. فمِنَ الذين بُعث فيهم إبراهيم وآله مَن آمن بالكتاب ودين ابراهيم، ومنهم من اعرض عنه، وحَبْبُ هؤلاء المعرضين جهنم في الدار الآخرة وبئس القرار.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16